درس القضية الفلسطينية .
فلسطين من الاستعمار التقليدي إلى
التواطؤ الدولي تمثل القضية الفلسطينية الظلم التاريخي والإنساني في أجلى
صوره , باعتبارها أكبر عملية سطو في التاريخ كونها نجمت عن رفع الصهيونية العالمية
لشعار " شعب بلا أرض لأرض بلا شعب " , وتبقى القضية الفلسطينية تراوح مكانها رغم
طول فترة معالجتها من جهة ورغم عدالتها المعترف بها دوليا من جهة أخرى , نتيجة
التخاذل العربي الإسلامي والتواطؤ الدولي , والتعنت الصهيوني .
1- مفهوم
الصهيونية:
لغة : مشتقة من كلمة صهيون , وهو جبل يقع على مشارف
القدس
اصطلاحا : هي حركة عنصرية عالمية ظهرت في النصف الثاني
من القرن 19م في أوساط يهود أوروبا الشرقية , عملت على تجميع شتات يهود العالم في
وطن قومي لهم بفلسطين .
من أبرز زعمائها : النمساوي
تيودور هيرتزل 1860م-1904م , البولوني حاييم وايزمن 1874م-1952م .
2- مفهوم
الانتداب : هو مصطلح سياسي جاءت به عصبة الأمم 1920م , عهدت من خلاله للدول
الكبرى -في نظرها- بإدارة شؤون الدول الصغرى -في نظرها- لفترة تصبح بعدها الدول
الصغرى قادرة على تسيير شؤونها بنفسها , وقد طبق أساسا في منطقة الشرق الأوسط
العربية الإسلامية , إذ وضعت فلسطين والعراق تحت الانتداب البريطاني وسوريا تحت
الانتداب الفرنسي .
3- دور بريطانيا في ترسيخ الوجود الصهيوني بفلسطين :
لعبت بريطانيا الدور الأكبر في ترسيخ الوجود الصهيوني
بفلسطين من خلال:
- منح اليهود وعد بلفور في 2 نوفمبر
1917م الذي تعهدت فيه بمساعدتهم على إقامة وطن بفلسطين.
.
- فرض الانتداب البريطاني على فلسطين من أجل تنفيذ وعد بلفور أساسا
- تعيين اليهودي البريطاني هربرت صماوئيل كأول حاكم عام
بريطاني على فلسطين.
. - تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين
. - ترسيخ اللغة العبرية كلغة رسمية بفلسطين
- تشجيع وتسريع انتقال الأراضي والعقارات من سكان فلسطين إلى
المستوطنين اليهود.
. - تعيين اليهود في كل المناصب
الإدارية والعسكرية من أجل إعدادهم كإطارات للدولة الصهيونية المستقبلية
هذا ولم يسكت الفلسطينيون عن التواجد البريطاني والصهيوني
ببلادهم , بل قاوموه بكل ما أوتوا بقوة في شكل ثورات عارمة منها : 1920م ,1922م ,
1929م , 1936م .
4- تقسيم فلسطين 1937م , 1947م :
- تقسيم عام
1937م : أقرته اللجنة الأنجلو أمريكية برئاسة البريطاني " بيل " , تم فيه
تقسيم فلسطين بين العرب واليهود , إذ منح لليهود 10% من أرض فلسطين ( شمالها)
ومنح العرب 87% من الأرض , في حين تم اعتبار المنطقة الممتدة من القدس إلى يافا على
البحر المتوسط ونسبتها 3% من الأرض منطقة دولية .
- تقسيم عام 1947م : أقرته
الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 1947م منح اليهود 56% من مساحة فلسطين
والعرب 43% واعتبرت القدس كمنطقة دولية والتي بـ 1٪ .
5- حرب 1948م :
وهي الحرب العربية الإسرائيلية الأولى , قامت إثر الإعلان عن
قيام الكيان الصهيوني بفلسطين يوم 15 ماي 1948م , اشتركت فيها عدة جيوش عربية إلى
جانب الفلسطينيين كانت بدايتها لصالح العرب رغم تفاوت الإعداد والمعدات بين الطرفين
, غير أن فرض هدنة من قبل مجلس الأمن لمدة شهر جعل نهاية الحرب لصالح الكيان
الصهيوني الذي فرض سطوته على كافة أراضي فلسطين عدى الضفة الغربية التي ألحقها
بالأردن وقطاع غزة ألحقها بمصر مع اقتسامه القدس مع الأردنيين
وقد انتهت هذه الحرب بتوقيع هدنة رودس في فيفري - أفريل 1949م
, الذي وقعها الصهاينة مع أنظمة كل من مصر , سوريا , الأردن , العراق , التي أقرت
بالوجود الصهيوني بفلسطين .
6- الثورة الفلسطينية 1965م :
أمام تفريط الأنظمة العربية في القضية الفلسطينية واعتبارها
قضية خاصة بالفلسطينيين لم يجد هؤلاء بدا من الاعتماد على أنفسهم , وتفجير الثورة
الفلسطينية في 1 جانفي 1965م التي كانت تتخذ من مخيمات اللاجئين خارج فلسطين كمنطلق
لضرب أهداف صهيونية داخل فلسطين , من أبرز معاركها معركة الكرامة في مارس 1968م ,
ولم تقتصر عمليات الثورة على ضرب أهداف صهيونية داخل فلسطين بل تعدت إلى خارجها ,
من ذلك تصفية 11 رياضيا صهيونيا في ألعاب ميونيخ عام 1972م .
7- الحروب
العربية الإسرائيلية : أمام تنامي الخطر الصهيوني بالمنطقة العربية حدث عدة
حروب عربية إسرائيلية وهي:
أ/ حرب عام 1948م
ب/ حرب عام 1956م: مثلها
العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956م والذي كانت فيه إسرائيل طرفا أساسيا بحجة
دعم الثورة المصرية للمقاومة الفلسطينية .
ج/ حرب عام 1967م : وهي النكبة
أو النكسة كانت في جوان 1967م تمكنت بفعلها إسرائيل من توسيع مساحتها من 20 ألف إلى
100ألف كم2 تقريبا بعد أن توسعت في قطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان بسوريا
وشبه جزيرة سيناء بمصر .
د/ حرب عام 1973م : تعرف بحرب العبور والتحرير كانت في
أكتوبر 1973م , تمكنت خلالها الجيوش العربية من تحقيق انتصارات هامة على الكيان
الصهيوني , أهمها انتصارات الجيش المصري بقيادة سعد الدين الشاذلي الذي تمكن من
تحطيم خط بارليف الصهيوني الدفاعي , وبفضل انتصارات هذه الحرب عادت القضية
الفلسطينية بقوة إلى أروقة الأمم المتحدة التي أقرت في دورتها عام 1974م بحق الشعب
الفلسطيني بإقامة دولته فوق أرضه وتقرير مصيره كبقية شعوب العالم .